منتدى أبناء عائس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى أبناء عائس

اجتماعى * ثقافى *دينى


    بعض سمات بروفيسير عبد الله الطيب المجذوب

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 13/09/2009

    بعض سمات بروفيسير عبد الله الطيب المجذوب Empty بعض سمات بروفيسير عبد الله الطيب المجذوب

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 31, 2009 7:36 am

    بعض سمات عبد الله الطيب
    عبد الله والعين
    كان عبد الله الطيب شديد التوجس من العين ويستشهد بالحديث الشريف (العين حق تدخل الرجل القبر والجمل القدر)( ) وكأنه تأثر بهذا التوجس من العين من أسرته يقول : (أن والدي رحمه كان شديد الخوف من العين وكان إذا أخذني معه يكثر من الاستعاذة يخاف علي من العين)( ) . ويتردد ذكر العين كثيراً في كتاباته وحتى عند ذكره لبعض أفراد أسرته يقول : (كانت الوالدة نقية اللون صفراء طويلة جميلة قالوا وكانت أمها تخاف عليها من العين)( ) .
    ويذكر عبد الله الطيب مرجحاً وفاة والده بالعين فيقول : (مات والدي رحمة الله عليه وقد جاوز الأربعين وأول ما بدأ العماره تناولته العين)( ) ويقول : (نفذت فيه العين)( ) يعني والده .
    ويورد عبد الله الطيب بعض الأمثلة عن إصابته بالعين يقول : (مرة أحسست بظلام ما يغشى إحدى عيني كأنه غمامة مارة وتساءلت ؟ هل كان هذا نتيجة جرثومة عدوى خريف كردفان ؟ هل أصابتني العين ؟)( ) .
    وخوف عبد الله الطيب من العين لإحساسه بتميزه وتفوقه وذكاءه ويرى أن ذلك يجلب الحسد الذي هو مصدر العين ، يقول (إنه في مناسبة تأبين شيخهم الفكي عبد الله النقر قد أنشد قصيدة همزية بصوت جهير وأداء قوي وثقة نفس فمرض بعد إلقاء هذه القصيدة مرضاً شديداً ، يقول (أصابتني العين بعد ذلك الإنشاد)( ) .
    ويستطرد قائلاSadفأحسست بوجع ثم حمى ثم غيبوبة وأشرفت على الهلاك ومضت الأيام والأسابيع أربعاً وثلاثة وانكسرت إلى أن صرت كالمقعد لا استطيع حراكاً)( ) .
    كما يورد عبد الله الطيب مثالاً آخر للعين حتى على مقتنياته يقول : (اذكر أنه كانت لي منذ عهد غير بعيد سيارة مورس حمراء جديدة رشيقة المنظر طراز 110 ، وقفتها بالقرب من إحدى عمارات الخرطوم ونجم حينئذ شخص شديد بياض الثياب شديد سواد الوجه ونظر إلي وإلى سيارتي أكثر من نظره إلي وقال : يا دكتور تبيع هذه العربة واستغربت من سؤاله ومضيت لسبيلي وما مرت ساعة أو أقل حتى طارت حصاة فسقطت على زجاج السيارة الأمامي فصار كالرمل ولم أجد له بديلاً إلا بعد لأي وتعب)( ) .
    ولعل هذه الأمثلة توضح لنا توجس عالمنا الكبير من العين كأنه يخاف أن تؤدي به إلى الهلاك وإلى لأن كل ذي نعمة محسود ولا أظن أنني بعدت كثيراً عن الحقيقة لو قلت أن مرضه الذي توفى فيه كانت العين فيه حاضرة ، فقد خر صريعاً بعد وقت ليس بالكثير بعد منحه جائز الملك فيصل العالمية والله أعلم( ) .
    عبد الله الطيب والحسد :
    ذكرت أن عبد الله الطيب شديد الخوف من العين ويعتبرها نتاجاً للحسد ويقول : (والعين من إشعاعات الحسد وسهامه)( ) .
    ويكثر عبد الله الطيب تلميحاً وتصريحاً بذكر حساده ويذكر بعض مواقف الحسد التي تعرض لها منذ أن كان يافعاً ويقول : (أن بعض زملائه تعرض له بالضرب دون أدنى مناسبة) ( ) .
    ولا ينسى عبد الله الطيب بعض المواقف التي تعرض لها في صغره لحساسيته المفرطة تجاه الحسد يقول : (مرة جاء أحد مدرسيه والذي كان يحسده وخلعه من رتبة الألفا (يعني العريف) دون سبب ظاهر)( ) وكذلك يقول : (أنه عندما قبل في التجهيزي بالداخلية مجاناً قال له واحد من هؤلاء المدرسين الحساد أنك لا تستحق ذلك)( ) .
    وتتضح جلياً شكوى عبد الله الطيب من حساده وجحود الأصدقاء في بعض الأبيات من قصائده ، يقول :
    وصديق أعددته للبلايا صار عندي مع البلاء بلاء( )
    وفي قصيدة شكوى وعزاء يقول :
    []قد حز في نفسي أني ليس يشكرني قومي بلائي وإبداعي وإحساني
    أمسى ينوه بي من ليس من وطني وبات يحسدني أهلي وجيراني
    ويعج ديوانه أصداء النيل بمر الشكوى من حسد الحاسدين وكيد الأعداء والمتآمرين .
    في قصيدة لا تأس يقول :
    لا تأس فالنــاس أعـــداء اللبيب قد أنذرتك فلم تحفل بها النذر
    وكم صبرت على ضر الحوادث والحر الكـريم على البأساء يصطبر
    وكم ومقت صــديقاً بين أضــلعه جمـر العداوة لا ينفك يستعر
    وناصح لك وارى القــلب من حسد يبغي أذاك فيما يبغي ولا يذر
    حتى يقول :
    هم العــدو لهـم كيـد وألسنة ينفذون بالوخز ما لا تنفذ الإبر( )
    ويرى عبد الله الطيب أنه محسود في تفوقه وقوة ذاكرته إذ أن حساده لا يرون في قوة ذاكرته ذكاء يقول : (وغاظني مرة أحد الذين هم أكبر مني فزعم أن قريباً له كان معي في الفصل هو أذكى مني على تأخر ترتيبه لأني فته بالحفظ وليس الحفظ بذكاء)( ) ويقول (كتب أحد المسؤولين عنا في المدارس العليا في التقرير أن ذكاءه – أي أنا – مداره على الذاكرة يعني أن الذاكرة ليست بذكاء ، وتكررت هذه الأحدوثة مراراً)( ) .
    وعبد الله يورد كثير من الأمثلة بأن تميزه ليس في الذاكرة وحدها بل أيضاً
    في التحليل والاستنباط وعن تفوقه في مادة الحساب التي تحتاج إلى التحليل والاستنباط ويقول في منافسة أحد أصدقائه بالمدرسة : (ومرة كان الفرق في كل العلوم بدرجتين مني زيادة على درجاته وفي الحساب فوق ذلك بخمسين درجة وإذن ففوتي له قد كان فقط في الحساب كأن الدرجتين لا شئ)( ) .
    كما يورد عبدالله الطيب أقوال بعض الذين شهدوا بذكاءه مورداً قول مستر سكوت( ) : (إنك كنت أذكى تلميذ مر بالكلية)( )
    ويقول أيضاً مدللاً على دقة ملاحظاته واستنباطه في علم الفلك ورغم صغر سنه وقلة تجاربه سأل أحد معلميهم مرة عن سبب تأخر مغيب الشمس بالقاهرة في ذلك الوقت من السنة عنه في الخرطوم مع أن القاهرة إلى الشرق أقرب من الخرطوم ، يقول : (فأجبت بأن الكرة الأرضية أوسع بطناً عند خط الاستواء وتنحدر نحو القطبين ففي الصيف يستمر شعاع الشمس في المناطق الواقعة شمال مدار السرطان مدى أطول ، فلم يكن يتوقع جواباً من هذا النوع فسر به)( ) .
    لهذا كله يشعر عبد الله الطيب بأنه محسود ويقول أنه تعلم من الأيام أن الحسد هو أن المجتمع لا يقبل التبريز ويقول متهكماً : (ويقرن بالمبرز دائماً حماراً لكي يكون له ضريباً تأديباً له وكسراً لأنفه وحفاظاً على المساواة الفطرية والديمقراطية الطبيعية كما يزعمون ولكن كما قال أبو الطيب المتنبي :
    وفي تعب من يحسد الشمس ضوءها ويجهد أن يأتي لها بضريب)( ) .
    ولعل أن عبد الله الطيب قد تعرض إلى كثير من الحسد والظلم وحق لعبد الله الطيب أن يجأر بالشكوى من الحسد والحساد إذ أن كل ذي نعمة محسود .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:57 pm